نظرة على التطور العمراني بدول الخليج

حققت دول الخليج طفرة عمرانية كبيرة خلال السنوات الماضية، من خلال تدشين مشاريع تنموية متنوعة وتأسيس العديد من المدن والمجمعات السكنية وغيرها، لتتحول من مناطق صحراوية تضم مساكن متناثرة إلى مدن حديثة تنافس كبريات المدن العالمية.

وتحتفل عشرات الدول حول العالم، في 8 نوفمبر من كل عام، بـ”اليوم العالمي للتخطيط العمراني”، بهدف تأكيد أهمية التخطيط في خلق مجتمعات صالحة للعيش ومدن تواكب متطلبات العصر.

ضرورة التنويع

وتتميز المدن الخليجية الكبرى بآفاقها الرحبة التي تزينها المباني الحديثة والشاهقة والتصاميم الهندسية الفريدة التي تعكس مدى التطور الذي وصلت إليه، إلا أنه وبالرغم من ذلك تبرز الحاجة لاعتماد تطوير ممنهج لمشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء المنطقة.

وتنقل صحيفة “أربيان بزنس” عن توماس كوروفيلا، الشريك الإداري في “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط، في 24 أغسطس 2022، قوله بأن نماذج تطوير البنية التحتية في دول الخليج تتطلب الاعتماد على التنويع وإحداث تغييرات في بعض السياسات المتبعة حالياً إذا ما أرادت مواصلة مسيرة النمو والتطور العمراني.

وينوه الخبير بأن عملية تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي تشهد تسارعاً في وتيرتها، وتواصل دولة الإمارات الاستثمار على نحو مكثف، بينما تستمر السعودية ودولة قطر بدورهما بضخ استثمارات كبيرة عبر قطاعات مختلفة، وأعلنت البحرين أيضاً خططاً طموحة في هذا الإطار خلال السنوات المقبلة.

ويرى الباحث حبيب الهادي أن العمران يمثل جزءاً مهماً من التطور الإنساني، ودول الخليج العربي ليست بمنأى عن هذا التطور الحديث.

ويبين في حديثه مع “الخليج أونلاين” أن منطقة الخليج أو منطقة الجزيرة العربية بشكل عام كانت ولفترة طويلة من الزمن بعيدة عن البناء والتمدد والتمدن العمراني؛ بسبب طبيعة البيئة والظروف الاقتصادية، إلا في بعض العواصم الدينية أو السياسية والاقتصادية والتجارية.

ويضيف الهادي أن العمارة الخليجية لها طابع متميز وفريد، خاصة عمارة الحارات القديمة والتاريخية والأثرية، والمتمثلة بالقلاع والحصون التي وجدت منذ عصور بعيدة ولها طرازها وفنها المعماري.

ويقول الهادي إنه بعد طفرة البترول في القرن العشرين بدأت هناك تغيرات جذرية في التنافس العمراني، وستشهد دول الخليج نقلة نوعية قادمة بسبب التطور الحاصل في الفكر المدني وفي فلسفة المجتمع. ضمن الدول القليلة التي تضم مباني مرتفعة في أكثر من مدينة.

الكويت

وتحولت الكويت من بذور التجمعات السكانية والقرى المتناثرة إلى مدن عصرية تضم المباني العالية والإنشاءات، خاصة بالخدمات والتجارة والإدارة إلى الوزارات والهيئات ومباني المستشفيات والمخافر ومواقف السيارات والأسواق.

وتستعد الكويت لإطلاق حملة إعمار شاملة لتجميل العاصمة وجعلها مدينة مستدامة تسهم بالتأثير الإيجابي في خطط التنمية المحلية والإقليمية.

وشغلت مدينة الكويت المرتبة الـ 68 ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، والمركز الخامس عربياً، وفق تصنيف “Resonance Consultancy ranks” لعام 2021، الذي يقيس إمكانيات الاقتصاد أو البيئة الثقافية، ومدى توازن تطور المدينة، والجذب السياحي والراحة في الحياة والعمل والنشاط الاقتصادي.

البحرين

وصُنفت المنامة في المرتبة الخامسة ضمن مدن العالم، وفي المرتبة الأولى بين المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم لاستراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر في مؤشر “مدن المستقبل العالمية 2021” التابع لمجلة “دي إف آي إنتيليجانس” الصادرة عن “فايننشال تايمز”.

وأعلنت البحرين، في يونيو الماضي، من خلال الرئيس التنفيذي لهيئة التخطيط والتطوير العمراني في البلاد نوف جمشير، بدء العمل على إعداد الدراسات البيئية اللازمة لعدد من المشاريع التنموية الكبرى؛ كإعداد المخططات العامة لـ5 مدن جديدة، أعلنت في نوفمبر 2021، ضمن خطة التعافي الاقتصادي.

عمان

وشهدت سلطنة عمان خلال العقود الخمسة الماضية طفرة تنموية كبيرة أدت إلى تطور عمراني في كافة أرجاء البلاد.

وحصلت عُمان على المركز الثاني عربياً في مؤشر جودة الطرق في العالم لعام 2022، الصادر عن وكالة تعليم القيادة “zutobi” التي يقع مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي إطار مساعيها التطويرية نظّمت السلطنة “ملتقى أكتوبر.. التخطيط العمراني” بمشاركة المهتمين بالتخطيط العمراني والرؤساء التنفيذين للمشروعات ذات العلاقة.

ويهدف الملتقى، الذي نظمته وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، في 31 أكتوبر 2022، إلى تعزيز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية لأنسنة المدن والتوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على التخطيط وتبادل التجارب والخبرات العالمية.

 المصدر: الخليج أونلاين