أخبار خاصة

الصوم تضامنًا مع غزة: حين يتحوّل الجوع إلى رسالة مقاومة

 بقلم الدوقة نيفين الجمل

 

 

 إن العالم اليوم يمر بمرحلة فارقة، حيث تُختبر إنسانيتنا أمام مآسي متكررة وصور قاسية من الظلم. وفي قلب هذا المشهد المظلم، تقف غزة شاهدة على واحدة من أبشع صور القسوة البشرية، حيث يُحاصر أهلها ويُحرمون من الغذاء والدواء والكرامة. هناك، يُجبر الأطفال على النوم ببطون خاوية، وتبقى أمهات وآباء عاجزين أمام دموع صغارهم.

 

لذلك، فإن دعوتي اليوم تمتد إلى ملياري مسلم حول العالم، وإلى كل إنسان صاحب ضمير حي، مهما كان دينه أو خلفيته، أن نصوم معًا يوم الاثنين 8 سبتمبر ويوم الخميس 11 سبتمبر، تضامنًا مع غزة وكل طفل يتجرع مرارة الجوع المفروض عليه ظلمًا.

 

في ظلّ المآسي الإنسانية التي تتعرض لها غزة، حيث يُحاصر أهلها ويُجبر الأطفال على مواجهة الجوع والموت البطيء، تبرز دعوات للتضامن عبر وسيلة رمزية عميقة: الصوم التضامني.

 

إن جوعنا الاختياري ليس عبثًا، بل هو فعل رمزي عميق. نحن لا نصوم عن الطعام فقط، بل نصوم عن اللامبالاة. نُحوّل ضعف الجسد إلى قوة موقف، ونحوّل ألم الحرمان إلى لغة مقاومة. فالصوم هنا ليس عبادة فحسب، بل صرخة جماعية تقول: “نحن معكم… ولن تكونوا وحدكم”.

 

 

 _البُعد الإنساني العالمي

 

الصيام التضامني لا يخص المسلمين وحدهم، بل هو مساحة إنسانية مشتركة يمكن لكل إنسان أن يشارك فيها، أيًّا كان دينه أو معتقده. هو لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة: لغة الجسد حين يعبر عن رفض الظلم، ولغة الضمير حين يصرخ أن لا أحد يستحق أن يُعاقب بالجوع. إن امتناعنا عن الطعام ولو لساعات، يربطنا بمعاناة الآخرين ويرفع صوت الضمير فوق صخب المصالح السياسية.

 

فلْيجعل كل واحد منا من بطنه الخاوية منبرًا يعلو فوق أصوات البنادق. لنجعل من ساعات الصيام جسرًا يصلنا بالمظلومين، ورسالةً واضحةً للعالم أن فلسطين ليست منسية. 

 

 

 دعاء لغزة

 

 

اللهم اربط على قلوب الجائعين بالصبر، وامدد المنهكين بالقوة، واحفظ الأطفال من الخوف والضياع.

اللهم ارحم الشهداء، واشفِ الجرحى، وامنح المظلومين أملًا ونصرًا قريبًا.

آمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى