أخبار خاصة

الأديبة نور قزاز توجه رسالة في عيد المولد النبوي الشريف….

بقلم: الأديبة نور قزاز

نحن نحب محمداً الإنسان
الذي صعد إلى أقصى معارج الكمال الإنساني
فجاءنا برسالة تنويرية فيها نورٌ للعقول
هدفها الأخلاق و العلم
ليصبح الانسان قائداً على نفسه
مسيطراً على انفعالاته
ولينهض بنفسه وبمجتمعه
فكان مُخلِّصاً من ظلام الجهل والتخلف في عصره
وذلك بإيقاد نور العقل
ولكن للأسف تم تشويه رسالته لاحقاً

بعضهم قام بذلك بقصد سياسي
لإضعاف الأمة و الحد من تطورها والمساهمة بتخلفها وانحدارها

والبعض الآخر بدون قصد
أو عن قلة ادراك وتعصب
أوعاطفة هوجاء

الرسول ( ص ) خاطب أفراد مجتمعه
بصيغة تناسب عقولهم في ذلك الوقت
ولو كان هنا اليوم لخاطبنا بأسلوب جديد و مختلف كلياً
يتناسب مع تطور العقل الانساني عبر كل تلك السنوات

ولكن بعضنا ممن يحب الرسول
يمدحه ويتغزل بشكله ولون بشرته وأناقته وينصرف للأمور الثانوية في تشخيصه والابتعاد عن جوهره وقيمة مكتسباته الدينية والأخلاقية والفقهية

وكمثال حي على ما أقول
فأنا في الماضي كنت أشعر بالنفور والسخرية من أفعالهم وطقوسهم التي كنت أعتبرها سطحية و تنم عن جهل

ولكنني اليوم أقدّرُ وَ أحترم
محبة بعض العاطفيين له بهذه الطريقة
ليس لأنهم على حق
بل لأنني فهمت مغزى رسالته و رحلته والهدف منها

ولو تعددت الأساليب وانتهجت طرقاً مختلفاً أو غير مستساغة او منطقية
ولكنهم احرار طالما ذلك يصب في الهدف
و يضاعف هرمون القناعة المؤدي للشعور بالسعادة والطمأنينة بداخلهم

ولكن برأيي الشخصي هذا لا يكفي
فالمحبة ليست عاطفة فقط
فهو يريد سمونا الأخلاقي والفكري
و البعض يقلده في كل حركاته
ويحاول تذكيرنا به على المستوى المادي و الجسدي كل يوم

كيف ينام وكيف يمشي وكيف يتحدث و كيف يتصرف
وكأنه يحاول أن يعلمنا أو يتعلم لغة جسده
قد يكون هذا مفيداً بالعموم
وقد يقوي تركيزه وانتباهه في كل حركة بحياته
وقد يؤدي ذلك إلى أن يصبح الفرد مراقباً لكل تصرفاته
وهذا ينشط تركيزه ويخلق في داخله رادع لكل ماحرمه الله و أوصى به الرسول
وقد يغدو بذلك
( شاهد على كل المشاهد )

و لكن البعض أيضاً
يحب أن يتغنى بذكاءه وحنكته السياسية والعسكرية
و يقتبس منها ويطبقها
ولو في محيط اسرته

والبعض الآخر همه نقده و تسليط الضوء على اخطاءه
( التي افترض وجودها )
والتجرؤ على الأفكار ( او المسلّمات )
التي قيل لنا ان النقاش فيها محظور

وانا ارى بأن ذلك قد يكون مفيداً الى حدٍ ما
لانه قد يفتح باب التفكير بلا حدود
و الأخذ والرد و النقد و الفلسفة
ما يحرك تلافيف الدماغ بإتجاه الحرية الفكرية والخروج للا دنيوية

وبعضهم الأخير
وهم القلة ممن فهموا هدف رسالته
وبأن العبادات بتنوعها
محض رياضات جسدية و فكرية
وتساهم بشكل مباشر في الشفاء النفسي والجسدي
وفي السيطرة على المشاعر والانفعالات فيغدو الانسان قائداً على نفسه
كأنه يستيقظ مع الفجر ويتنفس اكسجينه الروحي
متحكماً بذاته البشرية و لاجِماً لجموحها نحو الممنوع

صلواته أشبه باليوغا
مع كلام مرتفع الطاقة
فيه صلة مع نور الكون
و يفتح الذهن ويحرك القلب
ويفرغ كل طاقته السلبية التي تشحنه بها الحياة بشكل يومي

رسالة الرسول الأعظم أن نسموا بأنفسنا
ولو لم نذكره ونشكره ونصفق له
فالهدف نجاحنا معاً

علماً أن بث الخلاف الممنهج
في مضمون رسالات البعض ممن يدعون أنفسهم بالصالحين
هي سياسة تفريق للتحكم في الناس
و إدارة عقولهم عن بُعد
وبرمجتها على استمرار تخلفهم
والإلهاء بما لا يفيد
بل يروج لسفاسف الأمور

ضالة المؤمن هي الحكمة والتعقل والتيقن

وفي هذه المناسبة العظيمة اليوم
أدعوكم لتسموا جميعاً وتترفعوا عن صغائر الأمور

كما وأدعوكم للتيمم بخُلُقِه وإشباع الذات منها
و السعي الدائم للعلم والتنوير
والترفع عن سفاسف الأمور ونشر المحبة

لعل نور الكون ينبعث فيكم
فتكونون قدوة مؤثرة في مجتمعاتكم وهذا أكثر ما قد يسعد نبينا
ويجعله خاتماً للأنبياء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
google-site-verification: google3b1f217d5975dd49.html