Uncategorized

فلك الشام تكتب: الزنزانة 73

أَخبرونى أَنَّ رقم زنزانتى

ثلاثةٌ وسبعونْ

تُهمتى كانتْ

عربيةً أَبدا لا تخونْ

وأَولَ امرأةٍ قطعتْ سياجا

وأَولَ امرأةٍ صَنعتْ سِراجا

منْ قَصْفَةِ الزيتونْ

وأولَ امرأةٍ واجهتْ سيَّافا

وأولَ امرأةٍ قطفتْ منْ يافا

كرامةَ الليمونْ

تُهمتى أَننى امرأةٌ

قهرتْ قُضبانَ السجونْ

وبأَننى كنتُ فى لبنانَ المناضلِ

تحتَ أَطنانِ القنابلِ

حينَ كانوا يعتدونْ

وبأَننى قبلَ الصلاةِ

توضأتُ منِ ماءِ الفراتِ

وحملتُ لبغدادَ العتادَ

قيّدونى بالسلاسلِ

عَصَبوا شررَ العيونْ

صرخوا بوجهى

يا رخيصةَ أَنتِ عارْ

ألصقونى بالجدارْ

لمْ يكسروا همتى

وأَكملوا تلاوةَ تُهمتى

سألونى عن مدينةِ الناصرةْ

وعنْ عِشقِ يَدُقُّ فوقَ الخاصِرةْ

سألونى عنْ علاقتى بالنيلِ

وكمْ مرةً قبّلتُ وجهَ القاهرةْ

ودونَ أَدنى مقاومةٍ

اعترفتُ بإنجابِ مليون ثائرْ

واعترفتُ بأَننى أَهوى الجزائرْ

وبأَننى التقيتُ بالخنساءْ

فى المغربِ العربى

فى تونس الخضراءْ

وكنتُ مع المختارِ فى بنغازى

أُقاتلُ كلَّ محتلٍ وغازى

وبأَننى عربيةُ الأَعرافْ

لا أُساومُ لا أَخافْ

جئتُ من خليجٍ كلهُ أَشرافْ

صرخوا بوجهى

بأَقذرِ أَنواعِ الكلامْ

هددونى بألفِ إعدامٍ

وإعدامْ

ثمَّ فتحوا ملفّا

كتبوا عليهِ قاسيونَ الشامْ

هنا….

رفعتُ رأسى عاليا

حتى تجاوزتُ الغمامْ

صارتْ غُرفةُ التحقيقِ

قبرا مِنْ ظلامْ

سَمِعتُ صَوتا يسألُ

ماذا تعرفينَ عنْ دمشقْ؟

أجبتهُ

وكيفَ يفهمُ مثلُكَ تاريخا من العشقْ

حينها تلقيتُ صفعةً جبانةْ

مِنْ يَدٍ مغموسةٍ بالنتانةْ

ورغمَ النزيفْ

لم يرتجفْ وجهى الشريفْ

وبَصَقتُ فى وجهِ الخيانةْ

ضربونى وكسَّروا كلَّ العظامْ

وأَنا أُرددُ يا شآمْ.. يا شآمْ

وختموا على ملفّى

تُحالُ للإعدامْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
google-site-verification: google3b1f217d5975dd49.html